الجمعة، 13 مايو 2011

خارج النـص ..



خارج كل النصوص و المقالات، و بعيدًا عن سكون الأبجديات... أعترف هنا بصخبٍ جامح عن خلجات و خطرات لم أكن لأبحْ بها لأيّ كان، و ربما تعديت بها على الحدود الوهمية أمام ذاتي التي لا أملكها، في محاولة صادقة لترويضها و لتكون كما أريد و في الطريق الذي أختار.

لستُ متأكدةً من ماهية ما سيخطه المداد هذه اللحظة.. لكنني أجزم بأنها  قبل أن تكون للجميع.. ستكون رسائل موجهةً لــ فصــول في أول الأمر و آخره.

،

تساؤلات كثيرة عصفت برأسي في الآونة الأخيرة، جعلتني أشك في أن هناك شخص آخر يستخدم لساني و يفكر بعقلي و يحرك جسدي حيث يشاء هو، و كأنه احتلني و تقمصني بشكلٍ مروع .. يعكس ذاته في أقوالي و أفعالي، بعد قام بتخدير كل ذرةٍ فيّ و في كياني!

مؤلمٌ جدًا هذا الشعور .. أن تستيقظ ذات صباح لتجد جسدك يتحرك ، أما عقلك و روحك ففي مكان آخر بعييييد.

صحيح .. أعترف بوجود حصوات و عثرات تجمعت في الطريق، و كان لها التأثير الكبير في كل ما حدث .. في كل ما كان يشلني و يقيدني.. خصوصًا حين تكون من النوع الذي يتصبّر و يضع عدسةً مكبرة تضخم الأمور فوق حجمها الطبيعي* .. لكن هذا لا يبرر البتة أن تكون جسدًا بلا روح.. وكأنك ميت في عالم الأحياء !

(نَفَسٌ عميييق)

الحياة لا تخلو من المصاعب، ألم يقل - عز و جل - في سورة العنكبوت: " ألم* أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" ! نعم يفتنون، قال مجاهد في تفسير هذه الآية: يبتلون في أنفسهم و أموالهم... سبحان الله، الدنيا دار ابتلاء و اختبار ...

 و لو تأملنا في نفس السورة، آخر آيةٍ فيها ، قال تعالى: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين" .. فقط تأملوا، وكأن فيها العزاء لأنفسنا ....

 ،

 أمرٌ آخر ساهم في تفاقم الوضع .. و هو أنني عرضت نفسي لعزلـة و خلوة .. حسبتها مع ذاتي .. حسبت أنني بها أصفي ذهني من كل المشتتات و أستطيع بها التفكير بصفاء .. لكن في حقيقة الأمر أنني جعلت من نفسي عرضة لوساوس الشيطان* .. لم أتخيل قط أن الانعزال و الوحدة قد تجعلني أفقد السيطرة على أفكاري .. بل بعبارة أصح : كل الخطرات كانت بعيدة كل البعد عن العقلانية ، كنتُ في حالة تجمد فكري!!

 الآن أدرك عظم وصية الرسول - صلى الله عليه و سلم- : [ عليكم بالجماعة و إياكم و الفرقة فإن الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد ] صحيح. رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

 ،

شريط طويل من الأحداثٌ يحضرني اللحظة .. تعيدني لمشاعر كنت أجهلها حينها .. تُشعرني بأن كل شيء كان يصرخ في وجهي و يلومني، حتى نفسي لم تكن راضيةً عنيّ، فلا يزيدني ذلك إلا بكاءً و نحيبًا ~

مسكينةٌ أنا .. الحمدلله، الحمدلله، الحمدلله .. لا أنوي العودة لتلك التي لا تشبهني أبدًا ..

لكن .. امممم

أعتقد أن هناك أمرٌ آخر أعمق من كل الملامح الظاهرية .. و ربما بعلاجه أكون قد قطعت شوطًا كبيرًا في حل التناقضات التي قد يراها البعض في داخلي !

لست متأكدة من أن هذا الأمر موجود بالفعل .. لكن ألمس شيئًا من معالمه .. لذلك لن أرتاح حتى أجد طريقة في إلغاء كل قيوده .. انظروا إلى الصورة أدناه .. بما تذكركم !

 

أتذكركم جملة [ قالب و نموذج ] بشيءٍ ما ؟!

 اممم .. (في حال كنتوا مذكرين سوالف الجيولوجيا) .. هي طريقة لحفظ الأحافير .. لن أحول المساحة لدرس في الجيولوجيا .. لكن ما أشعر به يشبه نمط: القالب و النموذج إلى حد كبييييير !

سأفسر كيف ..

خلال السنوات الأربع الماضية التي قضيتها في جامعتي .. تعلمت كثيرًا مما لم أتعلمه طوال عمري .. مررت بتجارب و خبرات .. و صاحبت أناسًا و شخصيات .. و وجدت -بفضل من الله و منة- الطريق الذي يجب أن أسلكه .. و بدأت منه بإعادة بناء الأساس و البنيان .. لكن المشكلة أنني أشعر أنني لا أستطيع استخدام كل ما تعلمته سابقًا و توظيفه في حل الأمور التي تطرأ لاحقًا !

مثلاً: حين تواجه مسألةً ما و تعرف كيف تتعامل معها لاحقًا .. ثم تنقضي .. و تأتي أخرى شبيهة لها لكن باختلاف طفيف في محور واحد .. تعجز عن الإتيان بمثل سابقتها ! لماذا .. لأنك -بكل أسف- اعتدت التعامل بطريقة القالب و النموذج* !!!

يال هذا الشعور المحبط .. يشعرك بالفشل الذريع و كأنك آلة لا تجيد التفكير !

مضحك جدًا .. ( شر البلية ما يضحك) .. عرفت الآن لمَ كنت و مازلت أكره مادة الرياضيات .. أذكر أنني كنت أحفظ أمثلة الكتاب.. لكن إن جاءني سؤال به فكرة ما .. فالبطبع لم أكن لأجيب عنه .. باختصار لأنني لم أدرب هذا العقل المسكين على آلية التفكير وحل المسائل فهو معطل أمام كل مستحدث.

،

،

شكرًا لقلوبكم الكبيرة التي تتحمل كافة فصــولي .. و تأكدوا من أنني أحتاجكم دائمًا بالقرب .. لذا لا تتركوني ~

و اعذروني .. التعليقات أيضًا خارج النص .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق