السبت، 9 نوفمبر 2013

عامٌ وبضعةُ أشهر ..





عامٌ وبضعة أشهر.. مضت على قفزتي المحتومة خارج أسوار الجامعة، خرجتُ من العالم الصغير/الوحيد الذي تمكن من احتواء فصولي بجمالها وكآبتها، واستطاع إخراجها بأبهى حُللها، فصولًا معطاءة.. بلا انتهاء ~


والآن ماذا؟
الآن أنا أسابق نفسي، في مارثوان الحياة.. الطويل المزعج، المليء بالوحوش الكاسرة، والحُفر اللامعدودة.. تُصادف فيه بعد كلِ ميِلٍ مفاجأةً مرعبة، تستهلك قواكَ لتتجاوزها، وما إن تفعل ويبدأ قلبكَ بالانشراح.. حتى تصطدم بأخرى أكبر تزيدك كَبدًا وضيقًا!!


نعم صحيح، هو يشبهُ المارثون الذي عِشناه في الجامعة، لكنّ هذا أكبر .. نحن كبرنا وكبر معنا عالمنا.. الفرق فقط: أننا نركضُ وحدنا الآن


لستُ متشائِمة أبدًا.. ومن أعماقي أجد الرضا يتملكني ويحتويني، لكنني محبطة من نفسي! فالعمر يمضي مسرعًا، ومن المفترضِ أن أزداد قوةً وأنا أسير نحو هدفي، وأنا أخشى أن يحصُل العكس!



برغم ثقتي بأن الله لا يضيع أجر المحسنين، لكنني لا أأمن أن يغيير الله قلبي أو يختم عليه! أصلي كثيرًا لكي يتوالني الله برحمته، أذنب كثيرًا، وأتوب قليلًا! أخلط الأعمال الصالحة بالسيئة! أحفظ شيئًا من كتاب ربي ولا أدري إن كان هذا خالصًا لوجههِ أم هو لغيره! أبكي قليلًا وأضحكٌ كثيرًا، أفرط في مواسِم الطاعات، وأسرف على نفسي في اللذات، أتعجل إجابة الدعاء، وأنسى لذة المناجاة! أتصنع السعادة لمن حولي وأتألم بصمت مؤلم! لا أصدقاء بجانبي، ولا أسمح للغرباء بالاقتراب مني! أحب الدموع وحدي، ولا أشاركها أحد، وأستمتع بالانصات للآخرين، لكنني أكره الثرثرة الطائلة! أتنفس الحياة كل صباح، أصحو بأمل كبير في أن أعيش يومي بلا ذنوب أو معاصي، لكنني في نهاية اليوم أنام وأجفاني مثقلة بسبب ذنوبي!


هذه أنا خلال عامٍ مضى.. بين الخوف والرجاء أتأرجح.. فقدت خلاله الشيء الكثير من ملامحي، والآن ما بقي يذكّرني بتلك التي كُنتُ عليها قبل خمسِ سنوات، بذات الهدوء الكئيب، وذات الحماسة الضائعة، وذات الحزن العميق!



أعلم أن الشعور بالتراجع مؤلمٌ جدًا، لكنّني متفاءِلةٌ في القادم، مادام قلبي ينبض.. فسأبذِل جهدي من أجل النهوضِ من جديد، بقلبٍ أقوى مما كنت عليه، بقلبٍ أقوى مما كنتُ عليه، فيارب أعني فــ "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين" ~











تأمل يا قلبي:



·         قال الله تعالى«وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا »
·         قال الله تعالى «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ »
·         قال الله تعالى « قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ »
·         قال النبي صلى الله عليه وسلم « من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر »
·         قال النبي صلى الله عليه وسلم « اللّهم، إني أعوذ بك من عِلْمٍ لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونَفْسٍ لا تَشْبَعُ، ودعاء لا يُسْمَع
·         قال النبي صلى الله عليه وسلم « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالما أو متعلما »
·         قال النبي صلى الله عليه وسلم « من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع »
·         قال النبي صلى الله عليه وسلم « فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب»

·         قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

العلم يحيى قلوب الميتين كما *** تحيا البلاد إذا ما مسها المطر
والعلم يجلوا العمى عن صاحبه **** كما يجلي سواد الظلمــة القمـــــر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق